
هبةٌ ليوم
الكوارثُ تعمُّ الأرض. الفساد انتشر، الضعفُ استحكم في النفوسِ البريئة، الطاغيةُ والظُلم يلتقفان ما تبقى من عدل، الديجورُ طغى على النور. إلى أين أيها العالم!
توقف أيها الزمان للحظةٍ. دعنا نُرتب الأحداث، دعنا نقلب الموازين ونرى من أيِّ جُحرٍ في الأرضِ قد فرَّ الفساد لينتشر، من أيِّ ثانيةٍ بدأ الفقر بالتفشي!
ألا ليت الله وهبني سعةً في المالِ والجسد كما وهبها لطالوت! لانتقلتُ عبر الزمان، إلى أول اشتداد النكبات ونقطة انبثاق الفساد، لكنتُ قد أغلقتُ تلك الفجوة. لحصدتُ الشرَّ وكُلَّ ما يضاهيه، وأحرقته، وبذرت الخيرَ حَبًّا؛ لينمو كمحصولٍ دائم. ولأمطرتُ المال ليكون غيثًا لكل من يحتاج إليه ليسد به رمقه. لضربتُ بيدي على الأرض وخسفتُ بمن أفشى فيها الشر. بعدها سأعود إلى زماني، إلى يومي، رُبما أكون قد أثرتُ بعض التغيير في العالم أجمع، وليس ليوم. ولكن، لله حكمةٌ وخيرٌ في كل ابتلاءٍ وشرٍّ نراه. ونهاية هذا الطريق جَنَّةٌ، فما لنا سوى الصبر والدعاء! وأعلم أن الدعاءَ يصنع المعجزات.