
الشمس لن تشرق مرتين

هل كنت تكتب الأحزان الراقية
في غفلة الليل!
ماذا عن الوداع الأخير
لماذا لم يكتمل لتكون النهاية الأخيرة
في عالم الأقلام
لم تركت الطريق نصفين
بين ضلوع الشقاق!
نصفك كطيف لا يغادر الحاضر
والنصف الآخر عتمة تسود الشقوق
ليته كان الأخير
ذاك الوداع؛
تزورني الآن مرتين
مرة في يقظتي العابسة
ومرة في خلدي
ويزورني طيفك بلا زائر
أسكب كشظايا النار دمعي
وأقرأ ترانيم الفصول قسمين
أعود أدراجي.. والطيف باهت
ودهاليز العمر تحاصرني في ذاكرة مظلمة
كأنني قطعة
وأنا الجزء بين جزئين
لكنني أواريه..
بين حلمين
منتصف الطريق لا ينتهي
إنه لا يبدأ من جديد
ولا يعود أدراجه
يقذفني أخيرا فأختفي
وأركن الحياة الى حين
وألملم البقايا من ذاكرة منسية
أنتظر نهاية الاغتراب
وأفرك عيني
إلى أين؟
هل من السهل أن نتوارى
ونسجي خبايا القلوب
في دقيقتين؟
من يأبه الآن
حين نركض وراء الأطياف؟
من يأبه حين نمسي
بعد أن فات الأوان؟
هذا الحلم يفتري
يزورني في لحظة
ثم يختفي
فالشمس أبدا لن تشق مرتين.