رائحة الكتب

هل للكتب رائحة

نعم فمن يتعامل مع. الورق يدرك ان للورق رائحة وملمس ورونق خاصة إن كان يدمن القراءة والكتابة ٠٠ وهناك فرق أيضا بين الورق القديم والجديد.. ويتميز القديم بندرته وقيمته وتميز الكاتب.. فينقب القارئ عن الدرر القديمة في أغوار سوق الكتب كمن ينقب عن الذهب. وعيالها من فرحة وسعادة عندما يعثر على الكتاب الذي يبحث عنه.. آما عن الصحف فكانت الجريدة لزاما يوميا كوجبة الإفطار وإن كانت أكثر أهمية.. آما عن دور النشر فكثير منها يصدر طبعات بأسعار مخفضة لإتاحة الفرصة لأكثر عدد من القراء للإطلاع ٠
أما الان فيبدو آن المتعلمين في بلادنا قد تأثروا بمجموعة من السلوكيات والظواهر التي تتنافي مع سلوك الإنسان المثقف متذوق القيمة والمعرفة والجمال.. منها الافتقار الي المعرفة والعلم والفن الراقي وتحويله الي صاحب طبيعة إستهلاكية وقد استحب القبح وضياع الوقت بلا طائل وسماع الاغاني الهابطة التي تفتقد الكلمة واللحن والصوت وتخاطب الغرائز. فأصبحنا شعوبا مقلدة لا تنتج مجتمع تجاري (خد وهات) مجتمع لا يقرأ٠
إن التنمية البشرية التي تتصدر مانشتات الصحف والمقالات اللوزعية يجب أن تعني بدعم خيارات كافة المجتمع من حرية ومعرفة لا تتوفر للانسان الا بالقراءة..
نعود الي رائحة الكتب التي إندثرت وتلاشت أمام رائحة كتب الطبخ والأبراج والخرافات والجنس وإشباع الغرائز التي إنحدرت بالأخلاق واصابت العقول بالتخلف وهذا واضح من المستوى الثقافي واللغوي ممن يطلون علينا عبر الشاشات ومواقع النت العشوائية التي ليس لها رابط ولا ضابط بلغة ركيكة ومبتزلة حتى أصبح كل فرد بل كل طفل أسير لها ينهل منها كل ما هو قبيح.
فعلي أهل الفكر والمعرفة وأولي الأمر أن ينقذوا هذا الجيل من هذا الأسر حتى تعود للكتب رائحتها الطيبة

أ. محمد يسري

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *