كعب أخيل

      طالما سمعنا عبارة “ضربه في كعب أخيل” كدليل على معرفة نقطة الضعف واستغلالها جيدا، فما هي قصة كعب أخيل؟ ولماذا يدل كعب أخيل على نقطة الضعف؟

      أخيليوس (أخيل) هو بطل أسطوري من أبطال حرب طروادة، فهو ابنا لبيلوس ملك ميرميدون و ثيتس وهي من الحوريات.

      تطلب الام من الآلهة أن تخبرها بمصير أخيليوس فأخبرتها بأن شأنه سيكون أفضل من شأن ابيه، وأنه سيعيش محاربا وسيقتل في إحدى الحروب.

      وحينئذ أسرعت ثيتس وأخذت أخيليوس وغطسته في  نهر ستيكس حيث المياه المقدسة لتحميه من القتل، ولكن لسوء حظ أخيليوس فإن أمه أمسكته من كعبه، فغمر الماء كل جسده عدا كعبه، فأصبح كعبه هو نقطة ضعفه.

     ولأن النبوءة تقول بأن أخيل سيكون مصيره أفضل من بيلوس فقد أرسله بيلوس ليتعلم ويتقن فنون القتال على يد كايرون معلم هرقل.

      ونشبت حرب طروادة والتي كانت بين أهل طروادة والإغريق، في البداية وقبل إندلاع الحرب نشب خلاف بين الآلهة (أثينا وهيرا وإفروديتي) حول من الأجمل، فقمن بعمل مسابقة جمال، ثم طلبن من باريس ابن حاكم طروادة أن يختار الأجمل، فاختار إفروديتي التي وعدته أن تزوجه أجمل إمرأة في العالم، هيأت إفروديتي لباريس لقاء هيلين زوجة منيلاوس حاكم اسبرطة، وهي أجمل امرأة في العالم ، فأحبها باريس واختطفها، وكان ذلك هو السبب الرئيسي في نشوب حرب طروادة.

      في بداية الحرب فشل الإغريق في أخذ طروادة، فتنبأ أحد العرافين بأن طروادة لن تسقط إلا إذا حارب أخيليوس معهم، وفي ذلك الوقت كانت ثيتس تخبئ أخيليوس حتى لا يشارك في القتال، حيث أن النبوءة تقول بأنه سيقتل بأحد سهام أبوللو، ولكن أوديسيوس ذهب إليه وخيره إما أن يصبح بطلا ويشارك في القتال أو يبقى مغمورا، فاختار أخيليوس القتال.

      وبالفعل شارك أخيليوس في حرب طروادة، وفي وقت قليل حقق انتصارات كبيرة بعد أن أبهر الإغريق بمهاراته القتالية، كما أصبح اسمه كافيا لإثارة الرعب في قلوب أهل طروادة.

      وتتوالى الانتصارات ويستطيع جيش أجاممنون الاستيلاء على معبد ابوللو وأسر ابنة ملك المدينة، وهنا ينشب خلاف بين أخيليوس وأجاممنون (وهو أخ لمنيلاوس) يترك أخيليوس على إثرها القتال، فتتوالى الهزائم بجيش الإغريق.

      وقتئذ يذهب باتروكلوس إلى أخيليوس ليقنعه بالعودة ولكنه يفشل في ذلك، فطلب منه أن يعطيه سلاحه ومركبته حتى يخدع الطرواديين فيظنون أنه قد عاد للقتال مرة أخرى، فيوافق أخيليوس على ذلك، ولكن سرعان ما اكتشف أمر باتروكلوس فيقتله هيكتور شقيق باريس.

      حزن أخيليوس على مقتل صديقه حزنا شديدا، فقرر الانتقام له، فعاد إلى القتال من جديد، فقتل هيكتور، وراح يحصد رؤوس الطرواديين ويملأ قلوبهم رعبا حتى غضبت عليه الآلهة، وهنا أخبرت باريس بقصة كعب أخيليوس، فصوب باريس نحوه سهما من سهام أبوللو فأرداه قتيلا.

      وقد خلد تلك القصة الشاعر الإفريقي الكبير هوميروس في ملحمتيه الرائعتين الإلياذة والأوديسية.

أ. ريم السباعي