لوحة الحلم

      هل رأيت في منامك حلما تمنيت تحقيقه؟ هل شغل بالك ذلك الحلم ليل نهار؟ هل حققته بعد بضع سنين؟ وماذا بعد أن تحقق؟! هل ستسجله ليبقى دوما ويعلم به الجميع؟! أم يبقى محفورا في الذاكرة؟! هيا لنرى ماذا حدث مع الملك تحتمس الرابع وما قصة ذلك الحلم الذي مازال مسجلا بين ذراعي أبو الهول في لوحة عرفت بلوحة الحلم.

      في أحد الأيام خرج الأمير تحتمس للصيد عند هضبة الجيزة، فأنهكه التعب فجلس ليستريح عند رأس تمثال أبو الهول الذي كان مغطى بالرمال ولا يظهر منه إلا رأسه في ذلك الوقت، فغلبه النعاس.

      رأى تحتمس في منامه أبو الهول يبشره بأنه سيتولى عرش البلاد إذا أزال الرمال عنه.

      وبعد بضع سنين وفي عيد (أوبت) وهو عيد الزواج الإلهي للإله آمون و الإلهة موت، حمل الكهنة تمثال آمون وتوجهوا به نحو تحتمس قبل التوجه إلى قدس الأقداس ليبشروه بأنه أختير لتولي العرش -على الرغم من أنه ليس له الأحقية في ذلك- ليتحقق بذلك حلم تحتمس.

      أزال تحتمس الرابع الرمال عن أبو الهول وسجل تلك القصة على لوحة من الجرانيت يبلغ ارتفاعها حوالي ١٤٤سم، وعرضها حوالي٤٠ سم، ونقش على جانبيها نقش لتحتمس وهو يقدم القرابين لأبو الهول، ووضعت بين ذراعي أبو الهول، وعرفت هذه اللوحة بلوحة الحلم.

أ. ريم السباعي